نتنياهو يتراجع واولويته سعودية – موقع قناة المنار – لبنان
المجموعة اللبنانية للإعلام
قناة المنار

نتنياهو يتراجع واولويته سعودية

نتنياهو في مقابلة على قناة العربية
نتنياهو في مقابلة على قناة العربية
علي علاء الدين

لم يكن اختيار رئيس وزراء العدو لقناة العربية في مقابلته الاخير عبثيا ، بل هي خطوة اعتبرها الاكثر ملاءمة لتوضيح ملامح رؤيته للسلام مع السعودية ، بالاضافة لعرض مروحة من المواقف تتعلق بلبنان والمنطقة .

اتفاق الترسيم مع لبنان

في البداية لا بد من التأكيد ان اعلان نتنياهو عن أنّه لن يتراجع عن اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، يأتي بعد فوز معسكره في الإنتخابات، ونيل أغلبية نيابية تسمح له بتشكيل الحكومة ، وذلك معناه انه لا ينطلق من حسابات انتخابية ومع ذلك يجدر الاشارة على أنّ نتنياهو سبق أن تراجع قبل الإنتخابات عن إلغاء الإتفاق مع لبنان. وبحسب التقارير الصهيونية في حينه، كان هذا التراجع بسبب إدراكه أنّ أغلبية الجمهور تؤيّد الإتفاق فاستبدل موقفه المعارض بالقول أنّه سيتعامل معه كما تعامل مع إتفاق أوسلو .

 

حقل كاريش
حقل كاريش

محاولة نتنياهو تشبيه تعامله مع الاتفاق مع لبنان بتعامله مع اتفاق اوسلو ومحاولة تجويفه لمحاولة الحفاظ على الانجازات الصهيونية في مقابل حرمان لبنان من حقوقه ومكتسباته يحتاج لمقاربة بسيطة هي ان لبنان ليس فلسطين وان محاولة فرض وقائع دون انتظار رد من لبنان هو ضرب من ضروب الخيال ، فنتنياهو يدرك ان المعادلة التي فرضها حزب الله في لبنان وادت الى انتاج الاتفاق ، لا تزال سارية في مرحلة ما بعد الإتفاق، كما أعلن سماحة الأمين العام، السيّد حسن نصر الله ، الترجمة العملية لهذه المعادلة أنّ أيّ خطوات لاحقة تهدف إلى حرمان لبنان الإستفادة من ثرواته ستُقابل بتفعيل معادلة “كاريش – قانا”.

هذه المعادلة جعلت نتنياهو يتراجع عن ما اسماه ” تمزيق المستندات ولا اعتقد أن الامر سيكون كذلك ” ، مدركا ان البديل عن الاتفاق هو مواجهة كبرى مع حزب الله وليس من مصلحته أن يبدو كمُسبِّب لمواجهة عسكرية يعارضها الجيش الصهيوني والرأي العام، وواشنطن، في الوقت الذي يبدو فيه حزب الله كمدافع عن حقوق لبنان وثرواته.

واخيرا على خلاف الترويج الذي يستهدف المقاومة ويحاول تجويف الإنجاز الذي حقّقته بخصوص رفع الحظر عن التنقيب والإستخراج، إضافة إلى حقل قانا ومحاولة تقديمه زوراً كما لو أنّه نوع من التطبيع مع إسرائيل، فقد كان نتنياهو واقعياً في توصيف الإتفاق مع لبنان، عندما اعتبره بأنّه من نوع الإتفاقيات التي تجري بين الخصوم والأعداء، وتستمرّ طالما استمرت المصلحة المشتركة في ذلك، وهو أمر يختلف عن السلام.
التطبيع مع السعودية

منذ البداية كان الإتفاق مع السعودية هو الهدف الرئيسي للكيان الصهيوني. وإتفاقيات أبراهام ما كانت لتتحقّق لولا موافقة النظام السعودي، وهو أمر سبق أن أشار إليه نتنياهو. لكنّ مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية السعودية هي التي حالت حتى الآن دون الإنتقال إلى هذه المرحلة.

كواليس اتفاق ابراهام
كواليس اتفاق ابراهام

فرغم الخلاف في وجهات النظر بين السعودية والكيان الصهيوني حيث تعتبر الاولى أنّ المدخل إلى اتفاق مع الصهاينة يجب أن يمرعبر تسوية ما مع السلطة الفلسطينية. في المقابل يرى نتنياهو أنّ الإتفاق مع السعودية سيساهم في تطويق الفلسطينيين ويدفعهم نحو اليأس وربّما الخضوع لما يُعرض عليهم. وبتعبيره أنّ ذلك “قد يُسهِّل التوصّل إلى “سلام” فلسطيني – إسرائيلي” .

رغم أهميّة إتفاقيات أبراهام مع الإمارات والبحرين، في أكثر من اتجاه، إلا أنّ آمال كيان العدو الكبيرة معقودة بشكل رئيسي على نتائج الإتفاق مع النظام السعودي، وبحسب تعبير نتنياهو “السلام مع السعودية سيغيّر منطقتنا بطرق لا يمكن تصوّرها” .

يبدو أنّ نتنياهو قدَّم نوعاً من الإغراء لوليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، عندما أوضح أنّه سيتحدّث مع الرئيس بايدن بخصوص العلاقات الأميركية – السعودية التي ينبغي أن تكون مستقرّة كون “التحالف هو مرساة الإستقرار في منطقتنا”. ويبدو أنّ نتنياهو أراد أن يقدِّم لولي العهد السعودي نوعاً من الصفقة يكون هو عرّابها، تقوم على إعادة تعزيز العلاقات بين الرياض وواشنطن مقابل موافقته على عقد إتفاقية سلام مع الكيان الصهيوني .

المصدر: موقع المنار